منتدي كلية التربية جامعة المنصورة
عزيزنا الزائر أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد يتوجب عليك التسجيل لرؤية المواضيع والمشاركة للتسجيل اضغط هنا أو قم بتسجيل الدخول
منتدي كلية التربية جامعة المنصورة
عزيزنا الزائر أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد يتوجب عليك التسجيل لرؤية المواضيع والمشاركة للتسجيل اضغط هنا أو قم بتسجيل الدخول
منتدي كلية التربية جامعة المنصورة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى تجمع لشباب كلية التربية جامعة المنصورة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
 إعــــــــلان هــــام

 

 

 

أعضائنا واحبتنا الكرام نحيطكم علما بأنه قد تم نقل موقع كلية التربية لرابط جديد
وسيرفر جديد وتم ترقية الموقع بالكامل  وتحديثه بإمكانيات أفضل وأعلى
من خلال خطة تطوير موسعة .. سوف ترون وتلاحظون الإمكانيات الجديدة
والتغيرات  والفروق الواضحة التي هي في صالح تقدم وتطور موقع الكلية
من فضلك انتقل الأن للموقع الجديد من خلال الضغط على الرابط التالي
 
 
فضلا لا أمرا نتشرف بزيارتك للموقع بحلته الجديدة وسجل عضويتك من جديد
ننتظر كل أعضائنا الكرام ومشرفينا على موقعنا الجديد
**مع تحيات /مدير المنتدى
 
 
 

 

 علم البلاغة في سورة «العلق»

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Ahmed
المدير العام
المدير العام
Ahmed


عدد المساهمات : 1111
نقاط : 19030
تاريخ التسجيل : 11/02/2010
العمر : 32

علم البلاغة في سورة «العلق» Empty
مُساهمةموضوع: علم البلاغة في سورة «العلق»   علم البلاغة في سورة «العلق» Emptyالجمعة 26 فبراير 2010, 2:01 am

علم البلاغة في سورة «العلق»

الاستاذ علي الفقيهي
عضو الهيئة العلمية في
الجامعة الحرة ـ فرع مدينة بابل

ملخص المقال :
القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة لنبينا محمد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ، ويعتبر اعجازاً من نواحي متنوعة، من المعاني القيمة التي لا تصل اليها الافهام، خاصة في تلك البيئة وفي ذلك العصر، ومن اخباره عن اسرار هذا العالم التي كشف عنها العلم الحديث، ومن كونه مبدأ لعلوم مختلفة، ولكن الأهم من ذلك كله هو البلاغة، والعرب مع أنها امتازت وبلغت الذروة فيها، حارت امام بلاغة القرآن ولم تتمكن من منافسته وسندرس في هذا المقال بايجاز سورة «العلق» التي تحتوي مع قصرها علم البلاغة، من أقسام الخبر، والأحوال المتنوعة للمسند اليه والمسند ومتعلقاته، والمجاز العقلي ووضع الظاهر موضع الضمير والعدول عن مقتضى الظاهر والالتفات والقصر والفصل والوصل والايجاز والاطناب والمساوات والمجاز المرسل والاستعارة والمجاز المركب بغير الاستعارة والكناية فانك لا تجد مسئلة من مسائل البلاغة الا ولها شاهد من هذه السورة ومع ذلك فان اعاظم المفسرين لم يتعرضوا لبلاغتها والزمخشري مع اهتمامه بجانب البلاغة في تفسيره «الكشاف» أشار الى بعض مواردها.
بسم اللّه‏ الرحمن الرحيم
إقرأ باسم ربك الذي خلق (1) خلق الانسان من علق (2) إقرأ وربُّك الأكرم (3) الذي علَّمَ بالقلم (4) علَّم الانسان ما لم يعلم (5) كلاّ ان الانسان ليطغى (6) أن رآه استغنى (7) إنّ الى ربِّك الرُجعى (Cool أرأيت الذي ينهى (9) عبداً إذا صلّى (10) أرأيت إن كان على الهدى (11) أو أمر بالتقوى (12) أرأيت ان كذَّب وتولّى (13) ألم يعلم بان اللّه‏ يرى (14) كلاّ لئن لم ينتَهِ لنسفعاً بالناصية (15) ناصية كاذبة خاطئة (16) فليدعُ ناديه (17) سندعُ الزبانية (18) كلاّ لا تُطعْهُ واسجد واقترب (19)
«فضلها: محمد بن حسان عن ابي عبداللّه‏ قال من قرأ من يومه او في ليلته «إقرأ باسم ربك» ثم مات في يومه أو في ليلته مات شهيداً وبعثه اللّه‏ شهيداً وأحياه كمن ضرب بسيفه في سبيل اللّه‏ مع رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ».
«أكثر المفسرين على ان هذه السورة اول ما نزل من القرآن وأول يوم نزل جبرئيل عليه‏السلام على رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وهو قائم على حراء علّمه خمس آيات من أول هذه السورة.(1)
ويجب قبل دراسة السورة أن نلاحظ أنّ في علم البلاغة بحوثاً خارجة عنه وهي التشبيه وانما تعرضوا له لابتناء الاستعارة عليه، والاستعارة المكنية والتخييلية، وذلك لان الاستعارة المكنية في الحقيقة تشبيه حذفت اركانه سوى المشبه والقرينة على التشبيه هي اثبات ما ليس للمشبه له وتسمى هذه القرينة بالاستعارة التخييلية كقول ابن زيدون:
ويا نسيم الصبا بلّغ تحيتنا من لو على البعد حيّا كان يحيينا
شبه الشاعر نسيم الصبا بالانسان وطلب منه «ابلاغ التحية وأثبت صفته وهي ابلاغ التحية للمشبه والاستعارة في «نسيم الصبا» مكنية وفي «بلّغ تحيتنا» تخييلية.
وكذلك علم البديع فهو خارج عن علم البلاغة لانه علم تعرف به طريق تحسين الكلام وتنميقه ولا دخل له في بلاغة الكلام.(2)
وأمّا المجاز المركب بالاستعارة او قل التمثيل بكلام العرب فهو مما لا يليق بالقرآن الكريم الذي هو في اعلى درجة البلاغة. وبعد هذا نبدأ بالبحث عن بلاغة السورة.
(بسم اللّه‏) أي بسم اللّه‏ أقرأ.
(ايجاز الحذف) الايجاز هو التعبير عن المقصود بلفظ ناقص عنه واف بالمقصود وينقسم الى ايجاز قصر وحذف وايجاز الحذف هو ما كان سبب الايجاز حذف شيء من الكلام.
المحذوف هنا متعلق الجار والمجرور ـ أي أقرأ ـ والقرينة على اصل الحذف هو قواعد النحو من لزوم المتعلق للجار والمجرور وعلى المحذوف ـ أي أقرأ ـ بدأك بالقراءة كما ان المحذوف في البدء بغيرها هو الفعل الذي بدأت به ففي قولك عند السفر الى بلد «بسم اللّه‏» المتعلق هو أسافر وهكذا.
(القصر الحقيقي) القصر تخصيص شيء بشيء آخر بطريق خاص ومن طرقه تقديم ما مكانته التأخير سواء كان المقدم عليه مذكوراً او محذوفاً. وينقسم الى الحقيقي والاضافي. القصر الحقيقي هو تخصيص شيء بشيء بحيث لا يتعداه الى غيره نحو «لا اله الا اللّه‏» خصصنا الالوهية باللّه‏ تعالى وليس اله غيره والقصر الاضافي هو تخصيص شيء بشيء بالنسبة الى شيء آخر لا على الاطلاق نحو ما زيد الا قائم أي ليس بقاعد لا أنه ليست لزيد صفات أخرى وايضاً قسم القصر الى قصر الموصوف على الصفة وهو تخصيص الموصوف بصفة واحدة ونفي غير تلك الصفة عنه والى قصر الصفة على الموصوف وهو تخصيص الصفة بموصوف معين ونفيها عن غيره.
قوله تعالى «بسم اللّه‏» قصر لان متعلق الجار والمجرور يقدر بعده لا قبله ـ أي بسم اللّه‏ أقرأ ـ والدليل على سوق الكلام للحصر هو ان المشركين كانوا يبدأون افعالهم بأسماء آلهتهم فيقولون باسم اللات والعزّى والموحّد يختص اسم اللّه‏ بالابتداء للرد عليهم وهو من قصر الصفة على الموصوف وذلك لتخصيص القراءة باسمه تعالى دون غيره والقصر حقيقي لان القراءة مختصة باسمه تعالى دون غيره.
(الاهتمام) ومن اغراض تقديم لفظ على لفظ آخر هو الاهتمام بالمقدم فيقدم ما هو شأنه أهمّ كقولك عند رؤية الأمير: الأمير رأيت.(3)
متعلّق الجار والمجرور المحذوف واقع بعد اسمه تعالى كما مر ـ أي بسم اللّه‏ أقرأ ـ فيدل تقديم اسمه على الاهتمام به.
(الاضافة الى العلم) اضيف «باسم» الى لفظ الجلالة دون سائر المعارف لان العلم أعرف المعارف.
(الرحمن الرحيم) صفتان لاسم الجلالة جيء بهما لمدحه تعالى.
(المجاز المركب بغير الاستعارة) هو الكلام المستعمل في غير معناه لعلاقة غير المشابهة.
«بسم اللّه‏ الرحمن الرحيم» جملة خبرية لم تستعمل في معناها وهو الاخبار بل استعملت في انشاء معناها.
(اقرأ باسم) «القراءة ضم الحروف والكلمات بعضها الى بعض في الترتيل وليس يقال ذلك لكل جمع لا يقال قرأت القوم اذا جمعتهم ويدل على ذلك أنه لا يقال للحرف الواحد اذا تفوّه به قراءة».
الباء زائدة أي اقرأ اسم ـ كقوله تعالى عيناً يشرب بها عباد اللّه‏ ـ أي يشربها ـ تحذف «الف» «بسم اللّه‏» اذا افتتحت بها كتاباً او ابتدأت بها كلاماً وعند الفزع والجزع وعند الخبر يرد، والطعام يؤكل وتثبت فيما اذا توسطت في الكلام نحو ابدأ باسم اللّه‏ ونحو اقرأ باسم اللّه‏ ونحو إقرأ باسم ربك.(4)
(الإنشاء الطلبي) ينقسم الكلام الى خبر وانشاء والانشاء الى الطلبي وغيره ومن الطلبي الأمر وهو موضوع للدلالة على طلب الفعل بنحو الاستعلاء اي للمعنى الاسمى على ما ذهب اليه البلغاء وغيرهم ومذهب الاصوليين المتأخرين هو ان الأمر موضوع للمعنى الحرفي أي للنسبة الطلبية القائمة بين المتكلم والمخاطب والمادة.
الأمر في الآية الكريمة مستعمل في معناه الوضعي على كلا القوانين.
(ذكر المفعول، حذفه او تركه) كررت «إقرأ» في الآية الثالثة وفي مفعولهما وجوه بل أقوال:
الاول تنزيل «إقرأ» الاول منزلة الفعل اللازم والقول بترك مفعولها فمعناه أوجد القراءة كما تقول فلان يعطي أي يوجد الاعطاء وأمّا «اقرأ» الثاني فمفعولها مذكور وهو «اسم ربك» والباء الداخلة عليه دالة على التكرار والدوام كقولك اخذت بالخطام.
الثاني تنزيل كلا الفعلين منزلة الفعل اللازم.
الثالث حذف المفعول في كليهما وهو القرآن أي إقرأ القرآن والباء للاستعانة او الملابسة أي مستعيناً باسم ربك او متبركاً ومبتدءاً به.
الرابع أن يجعل باسم ربك مفعولاً لـ «اقرأ» الثاني ومفعول «اقرأ» الاول قوله تعالى «بسم اللّه‏».
والحق بمقتضى الظاهر ان المفعول لـ «اقرأ» هو «اسم» والباء زائدة ولـ «اقرأ» الثاني هو نفس المفعول وحذف لدلالة المفعول الأول عليه.(5)
(ربّك) الرب في الأًل التربية وهو انشاء الشيء حالاً فحالاً الى حد التمام يقال ربه ورباه وربّبَهُ وقيل لان يَرُبَّني رجل من قريش أحب الي من أن يربني رجل من هوازن فالرب مصدر مستعار للفاعل ولا يقال الرب مطلقاً الا للّه‏ تعالى المتكفل بمصلحة الموجودات.
أضيف الاسم الى الرب دون اسم الجلالة للاشارة الى المعنى الوصفي وان العلة لقراءة اسمه هي أنه تعالى ربك.
(العدول عن مقتضى الظاهر، ايراد اسم الظاهر موضع الضمير) العدول عن مقتضى الظاهر هو ما كان كلامك مطابقاً لمقتضى الحال ولم يكن مطابقاً لمقتضى ظاهر الحال ومن موارد العدول وضع الاسم الظاهر موضع الضمير وهو أن يكون مقتضى الظاهر ايراد الضمير بان كان لمقام مقام التكلم او الخطاب او الغيبة ولكن المتكلم يعدل عن ذلك ويأتي باسم الظاهر.
مقتضي الظاهر في الآية ان يقال «اقرأ باسمي الذي خلقت» ـ أي ايراد ضمير المتكلم ـ لان المقام مقام التكلم ولكنه عدل عنه بايراد اسم الظاهر وذلك لتقوية داعي النبي في امره بالقراءة.
(الذي) الموصول في موضع جر نعت لـ «ربّ» والغرض منه مدح اللّه‏ تعالى.
(خلق) الخلق أصله التقدير المستقيم ويستعمل في ابداع الشيء من غير اصل ولا احتذاء.
(ذكر المفعول حذفه او تركه) الفرق بين ترك المفعول وحذفه هو ان المفعول في الترك منسيّ وليس بمقدّر وفي الحذف منوي ومقدر. يترك المفعول ويؤتى بالفاعل فقط اذا كان غرض المتكلم افادة من صدر عنه الفعل لا الواقع عليه الفعل فينزل الفعل المتعدي منزلة الفعل اللازم ولا يقدر المفعول نحو سرق الناطور فان المهم للمتكلم هو بيان ان السرقة وقعت ممن لا يترقب منه لا ان المسروق ما هو. يذكر المفعول اذا تعلق الغرض بافادة من وقع عليه الفعل نحو قتل زيد الأمير.(6)
«خلق» فعل متعد وفي مفعولها وجوه.
الأول تقدير المفعول بان يراد خلق كل شيء فيتناول كل مخلوق لانه مطلق فليس بعض المخلوقات أولى بتقديره من بعض والغرض من حذفه التعميم مع الاختصار ومن ذلك قوله تعالى «الرحمن علّم القرآن » أي علّم الناس كلهم.
الثاني عدم تقدير المفعول وتنزيل الفعل المتعدي منزلة الفعل اللازم فمعنى «الذي خلق» أي الذي حصل منه الخلق.
الثالث تقدير المفعول وهو «الانسان» أي الذي خلق الانسان كما قال اللّه‏ تعالى «الرحمن علم القرآن خلق الانسان »(7).
والحق هو القول الثاني وذلك لان الحذف خلاف الأصل ولان الموصول وصلته يشيران الى علّة وجوب قراءة اسمه أي اقرأ اسمه لان الخلق حصل منه.
(خلق الانسان من علق) «علق» مفردها علقة وهي القطعة الجامدة من الدم التي تعلق لرطوبتها بما تمر به فاذا جفت لا تسمى علقة والمراد هنا الدم الجامد بعد النطفة.(Cool
(لام الاستغراق) تنقسم لام التعريف الى اربعة اقسام لام العهد الخارجي ولام الحقيقة ولام العهد الذهني ولام الاستغراق والمراد بـ «لام الاستغراق» ما أريد بها جميع افراد الحقيقة ويصح لك ان تضع «كلّ» موضعها.
«اللام» في «الانسان» للاستغراق ولذا يصح ان تقول خلق كل انسان من علق (الإطناب، ذكر الخاص بعد العام أو الايضاح بعد الابهام) الاطناب هو التعبير عن المراد بلفظ زائد عليه لفائدة وله انواع منها ذكر الخاص بعد العام للتنبيه على فضل الخاص ومنها الايضاح بعد الابهام وهو ذكر المعنى الواحد بصورة مبهمة أولاً ثم بصورة واضحة وذلك لان ايراد المعنى بنحو ما مر اوقع في النفس من ايراده بصورة واضحة ابتداءً.
قوله تعالى «خلق الانسان من علق» من ذكر الخاص بعد العام لو كان معنى «خَلَقَ» الأولى هو خلق شيء فخص الانسان من بين ما يتناوله الخلق لانه أشرف ما على الارض ومن الايضاح بعد الابهام لو كان معنى «خلق» الاولى هو خلق الانسان فلم يبين الاولاَ من اي شى‏ء خلقه بل اكتفى بذكر خلقه ثم بين بأن خلقه من العلق.
(الخبر الابتدائي والغرض منه) ينقسم الخبر الى ابتدائي وطلبي وانكاري. الخبر الابتدائي هو ما كان الخبر خالياً عن التأكيد وذلك لخلو ذهن السامع من الانكار فلا حاجة لتأكيده.
الخبر هنا خال عن التأكيد لان السامع عالم ومعترف به ولذلك ليس الغرض من الخبر الاخبار بل الغرض بيان قدرته وانه تعالى خلق أكمل الموجودات مما هو في غاية القصوى.
(الفصل، كمال الاتصال) الوصل عطف جملة على جملة اخرى بالواو والفصل تركه ومواضعه أربعة منها كمال الاتصال وهو ان تكون الجملة الثانية بالنسبة الى الجملة الاولى بمنزلة التأكيد او عطف البيان او البدل.
لم تعطف «خلق الانسان من علق» على «خلق» الأولى لكمال الاتصال اما لانها بمنزلة عطف البيان ان قلنا بان «خلق» الاولى بمعنى خلق الانسان او بمنزلة البدل على الوجهين الآخريين.
(السجع) هو اتفاق الفاصلتين في الحرف الأخير.
بين «خلق» و«علق» سجع لاتفاقهما في «القاف».
(لزوم ما لا يلزم) هو الالتزام بحرف قبل الحرف الأخير من القافية او الفاصلة، ومن ذلك قوم أبي تمام:
إذا ما امتطى الخمس اللطاف وأفرغت عليه شعاب الفكر وهي حوافل
أطاعته أطراف القنا وتقوّضت لنجواه تقويض الخيام الجحافل
بين «علق» و«خلق» لزوم ما لا يلزم لاتفاقهما فيما قبل الحرف الأخير وهو «اللام».
(إقرأ) (الاطناب، الكترير) ومن أنواع الاطناب التكرير وهو ذكر الشيء مرتين أو مرات لغرض.
كرّر «إقرأ» لتأكيد الأمر بالقراءة ويشهد لذلك شأن نزول الآيات، فان الملك حينما أمر النبى بالقراءة بقوله «اقرأ» اجاب النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ما أنا بقاري فكرر ثانياً وثالثاً الأمر بالقراءة، واليك ما جاء في تفسير الميزان. «في الدرّ المنثور أخرج عبدالرزاق واحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وابن جرير وابن الانباري في المصاحف وابن مردويه والبيهقي من طريق ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أمّ المؤمنين أنها قالت: أوّل ما بدى به رسول اللّه‏ من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب اليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنّث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل ان ينزع الى أهله ويتزوّد لذلك ثم يرجع الى خديجة فيتزوّد لمثلها حتى جاء الحق وهو في غار حراء فجاء الملك فقال اقرأ قال قلت ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثمَّ ارسلني فقال: إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق إقرأ وربّك الأكرم الذي علّم بالقلم الآية».(9)
(الفصل) لم تعطف «إقرأ» على «خلق الانسان من علق» لعدم المناسبة بينهما ولم تعطف على «اقرأ» لانها تأكيد بالنسبة اليها أي لأجل كمال الاتصال.
(وربّك الاكرم) الكرم اذا وصف اللّه‏ تعالى به فهو اسم لاحسانه وانعامه المتظاهر كقوله تعالى «إنّ ربي غنيّ كريم» واذا وصف به الانسان فهو اسم للاخلاق والافعال المحمودة التي تظهر منه ولا يقال هو كريم حتى يظهر ذلك منه.
«الاكرم» أي اعظم كرماً فلا يبلغه كرم كريم لانه يعطي من النعم ما لا يقدر على مثله غيره فكل نعمة توجد من جهته تعالى إمّا بأن اخترعها واما بان سببها وسهل الطريق اليها.(10)
(لام الجنس) من أقسام لام التعريف لام الجنس وهي ما اريد بها نفس الحقيقة بدون النظر الى افراده كقولك العالم أفضل من العابد وهي الأصل والغالب في اللام والمراد فيما يأتي ما لم نصرح بخلافه.
«اللام» في «الأكرم» للجنس فتدل على أنّ هذه الحقيقة هي للّه‏ تعالى.
(قصر المسند على المسنداليه) «وربك الاكرم» جملة حالية ولابد لها اذا كانت جملة من رابط يربطها بصاحبها واذا خلت من ضمير يربطها بصاحبها فالرابط هو الواو.
«ربّك» مسنداليه معرف بالاضافة «الأكرم» مسند معرف باللام والأصل في المسند اليه التعريف لانه محكوم عليه ولا معنى للحكم على ما لا يعرف كما ان الأصل في المسند التنكير ويعرف لأغراض منها قصر المسند على المسند اليه كقوله تعالى وهو العليم القدير.
الغرض من التعريف هنا هو القصر فتدل الآية على أنّ الأكرم هو اللّه‏ تعالى فقط.
(العدول عن مقتضى الظاهر، وضع الاسم الظاهر موضع الضمير) مقتضي الظاهر هنا ايراد ضمير المتكلم بان يقال «وأنا الأكرم» ولكن عدل عنه بايراد اسم الظاهر وذلك لتقوية داعي النبي في أمره بالقراءة وقد مر عليك مثله.
(فائدة الخبر، الخبر الابتدائي) الغرض من الاخبار افادة الحكم وليس فيه تأكيد فيكون خبراً ابتدائياً من قسم فائدة الخبر.
(الذي علّم بالقلم) نبّه على فضل الكتابة لما فيه من المنافع العظيمة التي لا يحيط بها الا هو وما دوّنت العلوم ولا قيدت الحكم ولم تضبط أخبار الاولين ومقالاتهم ولا كتب اللّه‏ المنزلة الا بالكتابة ولو لا هي لما استقامت أمور الدين والدنيا ولو لم يكن على دقيق حكمة اللّه‏ ولطيف تدبير، الاّ امر القلم والخط لكفى.(11) ويكفي في فضله قوله تعالى «ن والقلم وما يسطرون».
(الذي) في موضع رفع لانها نعت لـ «ربّ» جيء به لمدحه تعالى.
«علم» تتعدى الى مفعولين فاعلها ضمير مستتر يعود على اللّه‏ والمفعولان الانسان والكتابة أي علّم اللّه‏ الانسان الكتابة بسبب القلم حذف المفعولان للاختصار ودلالة القرنية عليهما.
(المجاز العقلي) هو اسناد الفعل او معناه الى غير ما هو له مع قرينة مانعة من ارادة الانساد الى ما هو له نحو فتح الأمير البلد اسند الفتح الى الامير مع ان الفاتح جنوده لا نفسه نعم هو سبب الفتح لأمره بذلك والقرينة تكون لفظاً وغير لفظ.
أسند تعليم الكتابة الى اللّه‏ تعالى مع أنّه تعالى لم يعلّمك الكتابة ولذلك تقول تعلذمت الكتابة عند أبي ولا تقول تعلمت الكتابة عند اللّه‏ تعالى نعم هو سبب لذلك بايداع القدرة عليها في الانسان والقرينة على المجاز عقلية.
«علّم الانسان ما لم يعلم» من أنواع الهدى والبيان وأمور الدين والشرائع والاحكام فجميع ما يعلمه الانسان من جانبه سبحانه اما بأن اضطره اليه واما بأن نصب الدليل عليه في عقله واما بأن بيّنه له على السنة ملائكته ورسله فالعلوم جميعها تضاف اليه تعالى.(12)
(لام استغراق) اللام في الانسان للاستغراق ولذلك يصح وضع «كل» موضعها.
(ايجاز القصر) هو ما لم يكن سبب الايجاز حذف شيء من الكلام بل لدلالة ألفاظ الكلام على معان اكثر منها ومن ذلك قوله تعالى «ما لم يعلم» لدلالتها على جميع أنواع العلوم التي مر ذكرها.
(الفصل) لم تعطف «علم الانسان ما لم يعلم» على «علّم» الأولى أي على الصلة لاتحادهما في المسند والمسند اليه وكمال الاتصال بينهما.
(الاطناب، ذكر العام بعد الخاص) ذكر سبحانه أولاً نعمة تعليم الكتابة ثم ذكر جميع ما علّمه الانسان بقوله علّم الانسان ما لم يعلم.
(السجع المطرّف) وهو ما اختلفت الفاصلتان في الوزن واتفقتا في الحرف الأخير بين «الأكرم» و«القلم» و«لم يعلم» سجع مطرّف لان الحرف الأخير فيها هو «الميم» وأوزانها مختلفة.
(فائدة الخبر، الخبر الابتدائي) الآية جملة خبرية خالية عن التأكيد جيء به لغرض افادة الحكم.
(لزوم ما لا يلزم) وذلك بين «القلم» و«لم يعلم» لاتفاقهما فيما قبل الاخير أي اللام.
(الاشتقاق) هو ما كان في الكلام لفظان من اصل واحد كما في «علّم» و«لم يعلم».
(رد العجز على الصدر) هو في النثر وقوع احد اللفظين المكررين أو المتجانسين أو ما جمعهما الاشتقاق او شبه الاشتقاق في آخر الفقرة واللفظ الآخر في أولها نحو اترك الشر يتركك.
بين «علّم» في صدر الفقرة و«لم يعلم» في آخرها شبه الاشتقاق.
(كلاّ) وردت في القرآن ثلاثة وثلاثين موضعاً حرف معناه الردع في جميع هذه المواضع عند سيبويه والخليل والمبرّد وأكثر البصريين وذهب الكسائي الى استعمالها في غير الردع وبمعنى حقاً وأبو حاتم الى استعمالها في غير الردع وبمعنى «ألا» الاستفتاحية.
«كلاّ» في الآية ردع عما يستفاد من الآيات السابقة من أنه تعالى أنعم على الانسان بنعم عظيمة مثل التعليم بالقلم وسائر ما علم والتعليم من طريق الوحي، فعلى الانسان أن يشكره على ذلك، لكنه يكفر بنعمته تعالى ويطغى.(13)
هذا ان قلنا بنزول السورة مرة واحدة وأما لو قلنا بوقوع «كلاّ» في ابتداء الكلام وذلك لنزول الآيات الخمسة السابقة ـ أي من أول السورة «الى ما لم يعلم» ـ قبل سائر آيات هذه السورة كما ذهب اليه بعض المفسرين فهي بمعنى «حقاً».
«إنّ الانسان ليطغى» الطغيان تجاوز الحد في العصيان.
(لام الحقيقة) «اللام» في «الانسان» للجنس لا للاستغراق ولذلك لا يصح وضع «كل» موضعها.
(العدول عن مقتضى الظاهر، ايراد اسم الظاهر موضع الضمير) وذلك لان الأصل ان يقال انه ليطغى لتقدم ذكر «الانسان» هذا على القول بنزولها مرة واحدة.
(فائدة الخبر، الخبر الانكاري) الخبر الانكاري هو ما أكّد مضمونه بمؤكد أو أكثر على حسب مراتب الانكار قوة وضعفاً ويستعمل فيما اذا كان السامع منكراً للحكم فيؤكد ليرتفع انكاره.
الآية كلام خبري استعمل في معناه الوضعي ـ اي افادة السامع مضمون الحكم ـ وان الانسان ليجاوز الحد في الخروج عن طاعته لاستغنائه بماله او ولده او غيرهما والخبر انكاري وفيه ثلاث مؤكدات وهي «انّ» و«اللام» و«اسمية الجملة» وانما كان الخبر انكارياً لان السامع منكر للطغيان عند الاستغناء اذا كان ذلك بسبب انعامه تعالى عليه من خلق العالم له وتعليمه جميع العلوم.
(المسند، الجملة الفعلية) يأتي المسند فعلاً للدلالة على حدوثه ويأتي اسماً للدلالة على ثبوت المسند للمسند اليه فقط.
«ليطغى» مسند وفعل فيدل على حدوث الطغيان بسبب الاستغناء وان الانسان ليس كذلك بحسب ذاته.
(الفصل، كمال الانقطاع) من موارد الفصل بين الجملتين كمال الانقطاع بينهما وذلك اما لاختلافهما في الخبر والانشاء بان تكون احدى الجملتين خبرية معنى او معنى ولفظاً والاخرى انشائية كذلك واما لعدم المناسبة بينهما في المعنى كقولك: درس الاستاد هرب اللص.
فصّل «ان الانسان ليطغى» عن الآية السابقة لعدم المناسبة بينهما في المعنى وذلك لان المسند فيهما هو الطغيان والتعليم ولا مناسبة بينهما كما لا مناسبة بين المسند اليهما اي بين الانسان وبين اللّه‏ تعالى وما ذكرنا مبني على القول بنزول السورة مرة واحدة وأما لو قلنا بنزول هذه الآية وما بعدها مرة أخرى فليس لنا جملتان لنبحث عن الوصل أو الفصل بل هي واقعة في أوّل الكلام.
«أن رآه استغنى» أي لان رآه نفسه مستغنية عن ربه بعشيرته وأمواله وقوته «أن رآه» في محل نصب لانه مفعول له ومعنى الرؤية العلم لا الإبصار. الضمير المستكن في «رآه» عائد الى الضمير المستكن في «يطغى» والهاء في «رآه» عائد الى الضمير المستكن فيه ولا يجوز عود ضمير المنصوب الى ضمير الفاعل الا في باب «علمتُ» وأخواتها ولا يجوز في غيره الا بواسطة النفس تقول ضربت نفسي ولا تقول ضربتُني و«استغنى» جملة في موضع النصب لكونها مفعولة ثانية: «رآه» والتقدير لان رآه مستغنياً.(14)
(الفصل، شبه كمال الاتصال) من موارد الفصل شبه كمال الاتصال وهو ان تكون الجملة الثانية جواباً عن سؤال مقدر يفهم من الجملة الاولى.
فصّل الآية عن الآية السابقة لانها جواب عن سؤال يفهم من الآية السابقة فكأنه قيل لماذا يطغى الانسان فاجيب لانه يرى نفسه مستغنياً.
«إنّ الى ربّك الرجعى» الرجعى مصدر كالبشرى بمعنى الرجوع خطاب للانسان الطاغي وتهديد وتحذير له من عاقبة الطغيان وأنه سيرجع الى اللّه‏ تعالى فيجازيه على عمله.
(تقديم المسند على المسند اليه) «إلى ربك» مسند و«الرجعى» مسند اليه قدم المسند لتعجيل المساءة ولان فواصل الآيات على الالف فقدّم المسند لرعايتها.
(وضع الظاهر موضع الضمير) لان الأصل ان يقال «إنّ اليّ رجوعه» فعدل عن الضمير الى اسم الظاهر.
(الالتفات من الغيبة الى الخطاب) الالتفات هو التعبير عن معنى بطريق التكلم او الخطاب او الغيبة ثم التعبير عنه بطريق آخر منها، كقوله تعالى ربّنا انك جامع النوم ليوم لا ريب فيه ان اللّه‏ لا يخلف الميعاد عبّر عنه تعالى أوّلاً بضمير الخطاب ثمَّ عبّر عنه ثانياً باسم الظاهر الذي هو طريق غيبة وينقسم الى ستة أقسام منها العدول من الغيبة الى الخطاب.
في الآية التفات من الغيبة الى الخطاب وذلك لان الاصل ان يقال «انّ الى ربه الرجعى»لتقدم اسم الظاهر ولكن عدل عنه الى كاف الخطاب.
(استعمال ضمير الخطاب في غير المخاطب المعيّن) وذلك لان الأصل في ضمير الخطاب استعماله في مخاطب معين لانه من المعارف ولكن قد يستعمل في غير المعين ليعم كل مخاطب بنحو البدل كقول بشار بن برد:
اذا أنت لم تشرب مراراً على القذى ظمئت واي الناس تصفو مشاربه
استعمل ضمير المخاطب في الآية في غير المخاطب المعين ليعمّ كل انسان طاغ.
ولكن هذا مبني على ان يكون الخطاب للانسان الطاغي لا لأبي جهل وكذلك «الالتفات» المتقدم.
(لام العهد الخارجي) هي ما اريد بها فرد أو اكثر معلوم للمتكلم والمخاطب كقوله تعالى كيف نكلم من كان في المهد صبياً اريد من المهد المهد الذي كان فيه ولد مريم ومواضعه أربعة منها ما اذا كان مدخول اللام معلوماً للمخاطب بالقرينة.(15)
أريد من الرجوع في الآية الكريمة رجوع خاص المعلوم للمخاطب وهو الرجوع اليه من عالم الدنيا الى عالم الآخرة.
(الخبر الانكاري) الآية كلام خبري انكاري والمؤكِّد هو «انّ» وانما أكد. لان الانسان الطاغي لا يعتقد بعالم الآخرة ويشهد لذلك استكباره على ربه واسرافه على نفسه بالمعاصي.
(المجاز المركب بغير الاستعارة) وذلك لاستعمال الخبر في الوعيد لا في الاخبار.
(الفصل، كمال الانقطاع) لم تعطف الآية بل فصلت عما قبلها وذلك لعدم لمناسبة في المعنى بين الرجوع الى اللّه‏ تعالى وبين طغيان الانسان عند الاستغناء لا بحسب المسند ولا بحسب المسند اليه.
«أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلّى» تقرير للنبي واعلام له بما يفعله بمن ينهاه عن الصلاة فقد جاء في الحديث أنّ ابا جهل قال هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم قالوا نعم قال فبالذي يحلف به لئن رأيته يفعل ذلك لأطأنَّ على رقبته فقيل له‏ها هو ذلك يصلّي فانطلق ليطأ على رقبته فجأهم إلاّ وهو ينكص على عقبيه ويتّقي بيده فقالوا مالك يا أبا الحكم قال إنّ بيني وبينه خندقاً من نار وهولاً وأجنحه وقال نبي اللّه‏ والذي نفسي بيده لو دنا منّي لاختطفته الملائكة عضواً عضواً فانزل اللّه‏ سبحانه أرأيت الذي ينهى الى آخر السورة رواه مسلم في الصحيح.(16)
(ايجاز الحذف) وذلك لان معنى الآية أرأيت ما صنع اللّه‏ تعالى بالذي ينهى عبداً إذا صلّى.
(العدول عن مقتضى الظاهر، الالتفات) وذلك لأنّ المراد بـ (العبد) هو المخاطب أي النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم فمقتضى الاصل ان يقال «الذي ينهاك عن الصلاة أي ايراد ضمير المخاطب لا اسم الظاهر الذي هو طريق غيبة ويأتي نفس البيان في الآية اللاحقة.
(المجاز المركب بغير الاستعارة) الهمزة في «أرأيت» للاستفهام وهو طلب العلم بشيء عند الجهل به وذلك محالٌ عليه تعالى فالجملة الاستفهامية مستعملة في غير معناها أي في انشاء التعجيب للمخاطب.
(الفصل، كمال الانقطاع) لم تعطف الجملة الاستفهامية على الآية السابقة لكمال الانقطاع وذلك لاحتلافهما بحسب المسند والمسند اليه ولاختلافهما في الخبر والانشاء.
«أرأيت ان كان على الهدى أو أمر بالتقوى».
(ايجاز الحذف) وذلك لان المعنى أرأيت ان كان العبد على طريق الهداية أو كان آمراً بالتقوى ماذا يصنع اللّه‏ تعالى بـ «أبي جهل» في عالم الدنيا.
(الجملة الاستفهامية) العبرة في الخبرية او الانشائية في الجمل الشرطية بجوابها فالجملة الشرطية هنا انشائية باعتبار جزائها واستعملت الجملة الاستفهامية في الوعيد مجازاً ويأتي نفس البيان في الآية التالية.
(الاطناب، التكرير) «أرأيت» تأكيد لـ «أرأيت» الأولى جيئي به لغرض التأكيد في التعجيب.
(الاستعارة) هي استعمال اللفظ في غير معناه مع علاقة المشابهة وقرينة مانعة من ارادة معناه وتنقسم الى الأصلية والتبعيّة هي ما كان اللفظ المستعار اسماً مشتقاً او فعلاً او حرفاً.
«على» في «على الهدى» استعارة لعدم استعمالها في معناه الوضعي ـ أي الاستعلاء الحسي ـ وتبعية لأن اللفظ المستعار حرف.
(الجملة الشرطية والغرض منها) تستعمل «ان» في الكلام عند جهل المتكلم بحصول الشرط وقد تستعمل مع علم المتكلم به وذلك لأغراض منها عدم جزم السامع بالشرط كما اذا كان استادك منكراً لنجاحك في الامتحان وانت تعلم به فقلت له ان نجحت فماذا تقول جيء بـ «إن» في الآية الكريمة مع علمه تعالى بان النبي مهدي وآمر بالتقوى لعدم جزم المخاطب أي أبا جهل بذلك ويأتي نفس البيان في الآية التالية.
(الفصل، كمال الاتصال) لم تعطف «أرأيت» على «أرأيت» الأولى لدلالة الواو على الجمع واقتضاء الجمع المغايرة من جهة والمناسبة من جهة اخرى مع أنّ الجملتين متحدان بحسب المسند والمسند اليه ويأتي نفس البيان في الآية التالية.
«أرأيت إن كذّب وتولّى».
(ايجاز الحذف) لان المعنى أرأيت الذي كذب وتولى ماذا صنع اللّه‏ به في عالم الدنيا.
(الإطناب، التكرير) جيء بـ «أرأيت» مرة ثالثة لتأكيد التعجيب.
«ألم يعلم بأنّ اللّه‏ يرى»
(المجاز المركب بغير الاستعارة) وذلك لأنّها جملة استفهامية لم تستعمل في معناها ـ أي طلب العلم بشيء للجهل به ـ لانه محال في حقه تعالى بل استعملت في الوعيد والهمزة فيها لطلب التصديق ولذلك يصح ان يجاب بنعم أو لا.
(الفصل، كمال الانفصال) لم تعطف على قوله «أرأيت إن كذّب وتولّى» مع أنهما انشائيتان لعدم المناسبة بينهما في المعنى لا بحسب المسند اليه لأن المسند اليه هنا هو «ابو جهل» وفي «أرأيت» النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ولا بحسب المسند لعدم المناسبة بين الرؤية بمعنى الابصار والعلم.
(السجع المطرّف) بين يطغى، استغنى، الرجعى، ينهى، صلّى، هدى، تولّى، يرى، سجع مطرف لان الحرف الأخير في الجميع «الألف» وتختلف أوزانهما.
«كلاّ لئن لم ينته لنسفعاً بالناصية» كلاّ ردع لأبي جهل. السفع الأخذ والقبض على الشيء وجذبه بشدة، وهي من باب «قطع»، والناصية شعر مقدم الرأس، لأنها متصلة بالرأس.(17)
(الجملة الشرطية والغرض من ايراد «ان») الآية جملة شرطية خبرية لان العبرة فيها بالجزاء والشرط قيد له فمرجع الآية الى قولك لنسفعاً بالناصية مع عدم الانتهاء والغرض من ايراد «انّ» الشرطية مع علمه تعالى بحصول الشرط الوعيد بـ «نار جهنم» مع عدم الانتهاء.
(فائدة الخبر، الخبر الانكاري) «لنسفعاً بالناصية» خبر انكاري لتأكيده باللام والنون الخفيفة ودليل التأكيد هو انكار ابي جهل البعث. والغرض من الخبر الاعلام بما يصيبه من عمله.
(الفصل) لم تعطف على قوله «ألم يعلم بأن اللّه‏ يرى» لاحتلافهما في الخبر والانشاء مضافاً الى عدم المناسبة بينهما في المعنى.
(لام العهد) أريد من «الناصية» ناصية أبي جهل وذلك لعلم المخاطب به.
«ناصية كاذبة خاطئة» ناصية بدل من «الناصية».
(الصفة والغرض من ايرادها) كاذبة خاطئة نعتان للبدل جيء بهما لذم المنعوت.
(المجاز العقلي) أسند الكذب والخطأ الى الناصية مع أنها لا تكذب ولا تخطأ بل يتصف صاحبها بهما وذلك لان الافعال تستند الى الانفس لا الى الجوارح فيكون اسنادهما الى المنعوت اسناداً مجازياً أي مجازاً عقلياً في النسبة الناقصة.
«فليدع ناديه» النادي والمنتدى والنديّ المجلس ومنه سمّيت دار الندوة بمكّة وهو المكان الذي كانوا يجتمعون فيه.(18)
(استعمال الأمر في التعجيز) ومن صيغ الأمر الفعل المضارع الذي دخل عليه لام الامر ويدل على طلب الفعل بنحو الاستعلاء كما مر وقد يستعمل في غير معناه مع القرينة وهنا أستعمل الأمر في التعجيز اي فليدع اهل مجلسه يعني عشيرته فليستصربهم ولكنهم عاجزون عن نصره.
(المجاز المرسل) هو كلمة استعملت في غير معناها مع علاقة غير المشابهة وقرينة مانعة من ارادة الحقيقة. ومن علائقه علاقة المحلية وهي ذكر لفظ المحل وارادة الحال.
«ناديه» مجاز مرسل وذلك لان النادي لا يُدعى أهله أطلق المحلّ وأريد الحال كما قد يطلق الحال ويراد المحل كقول الشاعر:
ما أقدر اللّه‏ أن يدني على شحط سكّان دجلة من سكّان جيحاناً
«سندع الزبانية» «قال أبو عبيدة واحد الزبانية زبينه وقال الكسائي واحدهم زبني وقال الأخفش واحدهم زابن وقيل زبينة والزبن الدفع والناقة تزبن الحالب أي تركضه برجلها».(19) والمراد بالزبانية الملائكة الموكّلين بالنار الغلاظ الشداد الذين لا ينفع معهم أي ناصر.
(الكناية) هي اللفظ الذي أريد به لازم المعنى الوضعي مع صحة ارادته او قل هي ذكر الملزوم وارادة اللازم.
دعاء الزبانية عند استنصاره من عشيرته كناية عن حتمية العقوبة والعذاب وعدم الفائدة في استنصاره، وأنه لا ينجو منه.
(المجاز المركب بغير الاستعارة) وذلك لاستعمال الجملة الخبرية في الوعيد.
(الانشقاق) بين «فليدع» و«سندع» شبه الاشتقاق لانهما مشتقان من أصل واحد.
(الفصل) لم تعطف الآية على الآية السابقة لاختلافهما في الخبر والانشاء فان الآية السابقة جملة انشائية أمرية وهذه الآية جملة خبرية.
«كلاّ لا تطعه واسجد واقترب» أي لا تطع هذا الكافر أي أبا جهل وأطع اللّه‏ واقترب من ثوابه بطاعته.(20)
عطفت «اسجد» و«اقترب» على لا تطعه لاتحاد المسند اليه والمناسبة في المسند.
مصادر البحث :
1ـ ابن قتيبة، عبداللّه‏، (1423هـ) أدب الكاتب، دار احياء التراث العربي، بيروت.
2ـ التفتازاني، مسعود بن عمر، (1374هـ) المطوّل، مكتبة العلمية الاسلامية، طهران.
3ـ الدرويش، محي الدين، (1417هـ) اعراب القرآن الكريم وبيانه، ج10، ط5، دار الارشاد، حمص.
4ـ الراغب الاصفهاني، حسين بن محمد، (1404هـ) المفردات في غريب القرآن، خدمات چاپى.
5ـ الزمخشري، جار اللّه‏، محمود بن عمر، (1416هـ) الكشاف، ج4، مكتب الاعلام الاسلامي.
6ـ الطبرسي، فضل بن الحسين، مجمع البيان، ج10، مكتبة العلمية الاسلامية، طهران.
7ـ الطباطبائي، محمد حسين، الميزان، ج20، منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم المقدسة.
8ـ الطوسي، محمد بن الحسين، التبيان، ج10، دار احياء التراث العربي.
9ـ الفقيهي، على، (1382هـ)، أصول البلاغة في المعاني والبيان والبديع، انتشارات مبعث.
10ـ الانصاري، ابن هشام، جمال الدين، (1291هـ) مغني اللبيب، المكتبة العلمية الاسلامية، طهران.
الهوامش :

________________________________________
1. مجمع البيان، ج10، ص512، 513، 514.
2. أصول البلاغة، ص 144، 233، 2.
3. المطوّل، ص 158، 231. أصول البلاغة، ص103، 101، 100.
4. المفردات في غريب القرآن، ص402. أدب الكاتب، ص 109، 239.
5. المطول، ص 158، 159.
6. أصول البلاغة، ص 30، 90. المفردات في غريب القرآن، ص184، 157.
7. الكشاف، ج4، ص775.
8. مجمع البيان، ج10، ص513.
9. الميزان في تفسير القرآن، ج20، ص327.
10. المفردات في غريب القرآن، ص428. مجمع البيان، ج10، ص514.
11. الكشاف، ج4، ص779.
12. مجمع البيان، ج10، ص515.
13. مغني اللبيب، ص98، الميزان في تفسير القرآن، ص324.
14. مجمع البيان، ج10، ص513، 515.
15. أصول البلاغة، ص44، 55.
16. مجمع البيان، ج10، ص515.
17. اعراب القرآن الكريم وبيانه، ج10، ص528، مجمع البيان، ج10، ص513.
18. المفردات في غريب القرآن، ص478.
19. التبيان، ج10، ص382.
20. نفس المصدر السابق، ص383.


عدل سابقا من قبل Ahmed في الخميس 26 أغسطس 2010, 12:39 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tarbiaa.yoo7.com
فرولايه
عضو مشارك
عضو مشارك
فرولايه


عدد المساهمات : 35
نقاط : 15393
تاريخ التسجيل : 12/05/2010
العمر : 33

علم البلاغة في سورة «العلق» Empty
مُساهمةموضوع: رد: علم البلاغة في سورة «العلق»   علم البلاغة في سورة «العلق» Emptyالثلاثاء 06 يوليو 2010, 2:10 am

جزاااااااااااااااااك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Ahmed
المدير العام
المدير العام
Ahmed


عدد المساهمات : 1111
نقاط : 19030
تاريخ التسجيل : 11/02/2010
العمر : 32

علم البلاغة في سورة «العلق» Empty
مُساهمةموضوع: رد   علم البلاغة في سورة «العلق» Emptyالخميس 26 أغسطس 2010, 12:42 am

وجزاكِ مثله ان شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tarbiaa.yoo7.com
ميرنا
مشرف
ميرنا


عدد المساهمات : 501
نقاط : 15720
تاريخ التسجيل : 29/06/2010
العمر : 32

علم البلاغة في سورة «العلق» Empty
مُساهمةموضوع: رد: علم البلاغة في سورة «العلق»   علم البلاغة في سورة «العلق» Emptyالخميس 26 أغسطس 2010, 5:17 pm

جزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Ahmed
المدير العام
المدير العام
Ahmed


عدد المساهمات : 1111
نقاط : 19030
تاريخ التسجيل : 11/02/2010
العمر : 32

علم البلاغة في سورة «العلق» Empty
مُساهمةموضوع: رد   علم البلاغة في سورة «العلق» Emptyالخميس 26 أغسطس 2010, 5:29 pm

وجزاكم مثله ان شاء الله ، واتمنى من الله الاستفادة من هذا الموضوع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tarbiaa.yoo7.com
ميرنا
مشرف
ميرنا


عدد المساهمات : 501
نقاط : 15720
تاريخ التسجيل : 29/06/2010
العمر : 32

علم البلاغة في سورة «العلق» Empty
مُساهمةموضوع: رد: علم البلاغة في سورة «العلق»   علم البلاغة في سورة «العلق» Emptyالجمعة 27 أغسطس 2010, 8:44 pm

ربنا يجعله فى ميزان حسناتك ان شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Ahmed
المدير العام
المدير العام
Ahmed


عدد المساهمات : 1111
نقاط : 19030
تاريخ التسجيل : 11/02/2010
العمر : 32

علم البلاغة في سورة «العلق» Empty
مُساهمةموضوع: رد   علم البلاغة في سورة «العلق» Emptyالسبت 28 أغسطس 2010, 1:19 am

شكرا لمروركم الجميل يا أعضاء المنتدى الكرام ...وتقبلو فائق الاحترام والتقدير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tarbiaa.yoo7.com
سندريلا
مشرف
سندريلا


عدد المساهمات : 529
نقاط : 15664
تاريخ التسجيل : 25/07/2010
العمر : 32

علم البلاغة في سورة «العلق» Empty
مُساهمةموضوع: رد: علم البلاغة في سورة «العلق»   علم البلاغة في سورة «العلق» Emptyالسبت 28 أغسطس 2010, 9:36 pm

جزاك الله كل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Ahmed
المدير العام
المدير العام
Ahmed


عدد المساهمات : 1111
نقاط : 19030
تاريخ التسجيل : 11/02/2010
العمر : 32

علم البلاغة في سورة «العلق» Empty
مُساهمةموضوع: رد   علم البلاغة في سورة «العلق» Emptyالأحد 29 أغسطس 2010, 12:13 am

وجزاكم مثله ان شاء الله وشكرا على مروركم ومساهماتكم معنا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tarbiaa.yoo7.com
 
علم البلاغة في سورة «العلق»
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حقائق رقمية مذهلة في سورة الناس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي كلية التربية جامعة المنصورة :: المنتدى الأسلامى :: مواضيع اسلامية-
انتقل الى: